ما يفعله الشيعة في المآتم والحسينيات مثل اللطم والنياحة والتطبير وغيرها لم تكن على عهد الأئمة باعتراف علماء الشيعة، وقد ذكر نجم الدين أبو القاسم الشيعي المعروف بالمحقق الحلي بأن الجلوس للتعزية لم ينقل عن أحد من الصحابة والأئمة، وأن اتخاذه مخالف لسنة السلف ، وهذا يعني أن المآتم والشعائر الحسينية من البدع التي يجب تركها ، ولا أدري لماذا يصر علماء الشيعة على هذه العادة الجاهلية التي ما أنزل الله بها من سلطان .
لا يشك مسلم آمن بالله ورسوله بأن الإسلام بريء من هذه العادات الجاهلية التي أدخلها علماء الشيعة في الدين وجعلوها من الشعائر كما يصورها الكثير من علمائهم اليوم
يذكر الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح : أنه حتى عهد قريب كانت السفارات البريطانية في طهران وبغداد تمول المواكب الحسينية التي كانت تظهر بذلك المظهر البشع في الشوارع والأزقة ، وكان الغرض وراء السياسة الاستعمارية هو إعطاء مبرر معقول للشعب البريطاني وللصحف الحرة التي كانت تعارض بريطانيا في استعمارها للهند ولبلاد إسلامية أخرى وإظهار شعوب تلك البلاد بمظهر المتوحشين ، الذين يحتاجون إلى قّيم ينقذهم من مهامه الجهل والتوحش ، فكانت صور المواكب التي تسير في الشوارع في يوم عاشورا وفيها الآلاف من الناس يضربون بالسلاسل على ظهورهم ويدمونها وبالقامات والسيوف على رءوسهم ويشجونها - تنشر في الصحف الإنجليزية والأوروبية ، وكان الساسة الاستعماريون يتذرعون بالواجب الإنساني في استعمار بلاد تلك هي ثقافة شعوبها ، ولحمل تلك الشعوب على جادة المدنية والتقدم .
دراسة لفهم عقيدة الشيعة في البداية لا بد من تعريف الناس بأقسام الشيعة؛ حتى يستطيعوا أن يتعاملوا معهم، وأن يحكموا عليهم، فالشيعة أربع فرق على الأصح عند أهل العلم:
- الشيعة المخلصون:
وهم عبارة عن الذين كانوا وقت خلافة علي رضي الله عنه من المهاجرين والأنصار، والذين بعدهم بإحسان كلهم عرفوا له حقه وأحلوه من الفضل محله، ولم ينتقصوا أحداً من إخوانه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلاً عن إكفاره وسبه، بيد أنهم قاتلوا معه على تأويل القرآن، كما قاتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على تنزيله بالمختصر أنهم كانوا يفضلون أبا بكر وعمر على علي رضي الله عنهم أجمعين، ويعترفون بخلافتهما وصحبتهما وفضلهما.
2- الشيعة التفضيلية:
وهم عبارة عن الذين يفضلون علياً رضي الله عنه على سائر الصحابة من غير إكفار واحد منهم، ولا سب، ولا بغض، أي: أنهم كانوا يعترفون بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان ويحبونهم ويدعون لهم ويعترفون بفضلهم وعملهم وصحبتهم، ولكن عند التفضيل فعلي أفضل من غيره من الصحابة، ولقد قال علي رضي الله عنه: [[ لئن سمعت أحداً يفضلني على الشيخين رضي الله تعالى عنهما لأحدنه حد الفرية ]].
3- الشيعة السبئية:
وهم عبارة عن الذين يسبون الصحابة إلا قليلاً منهم، وينسبونهم إلى الكفر والنفاق، ويتبرؤون منهم، وهذه الفرقة حدثت في عهد علي رضي الله عنه بإغواء من عبد الله بن سبأ اليهودي الصنعاني، ولما ظهرت هذه الفرقة ما ارتضى الشيعة المخلصون بلقب الشيعة، فتركوه تحرزاً عن الالتباس وكراهة الاشتراك الاسمي مع أولائك الأوجاس، ولقبوا أنفسهم بأهل السنة والجماعة فما يسمى اليوم أهل السنة والجماعة أو السلفية أو الوهابية هم في الحقيقة أتباع الشيعة الحقيقيون المخلصون، فهم الذين يرون فرضية حب آل البيت وعلو فضلهم، ولكن بضوابط كونهم عباداً لله غير معصومين ويصيبون ويخطئون.
4- الشيعة الغلاة:
وهم عبارة عن القائلين بإلوهية علي رضي الله عنه، وأول ظهورهم في عهد علي بإغواء ابن سبأ أيضاً،
وقد انقسمت هذه الفرقة إلى أربعة وعشرين فرقة منهم:
النصيرية: وهم القائلون بحلول الإله في علي وأولاده، ولكن يخصون الحلول بالأئمة، وقد يطلقون لفظ الإله على الأمير مجازاً من باب إطلاق اسم الحال على المحل، وهذه الفرقة موجودة الآن في ديار الشام بين حمص و اللاذقية وحلب وفي شمال حلب وفي تركيا ويسمون الآن (بالعلويين)، وقد أجمع أهل العلم على كفرهم لكن الضال منير الغضبان وغيره من أهل الجهل اعتبرهم مسلمين عليه من الله ما يستحق.
نعود الآن إلى الفرقة السبئية:
فقد انتشرت في كثير من الدول، وقد انقسمت إلى تسعة وثلاثين فرقة، وأهم فرقة منها: الإمامية الإثنا عشرية، وهم القائلون بإمامة علي بن أبي طالب "المرتضى"، ثم الحسن بن علي " الزكي"، ثم الحسين بن علي "سيد الشهداء"، ثم علي بن الحسين "زين العابدين"، ثم محمد بن علي "الباقر"، ثم جعفر بن محمد "الصادق"، ثم موسى بن جعفر "الكاظم"، ثم علي بن موسى "الرضا"، ثم محمد بن علي "الجواد"، ثم علي بن محمد "الهادي"، ثم الحسن بن علي "العسكري"، ثم محمد بن الحسن "المهدي"، المنتظر بزعمهم وهو خرافة لا وجود له ولم يولد لأبيه ولد.
على ماذا يقوم مذهب الشيعة الإثنى عشرية؟
إن المتتبع لأحوال اليهود وعداوتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وللإسلام وأتباعه، وعداوتهم للأديان تجد أنهم قد اعتمدوا على ثلاثة أمور مهمة جعلتهم يسيطرون على كثير من الشعوب، وهذه الأمور هي: المال والنساء والكذب، ولما كان عبد الله بن سبأ اليهودي هو الذي دعا لهذه الفرقة فلم يختلف تفكيره عن هذه المسائل، ولكن حتى تكون مقبولة عند أهل الجهل من المسلمين والعامة كان لا بد من وضع كل نقطة من هذه النقاط تحت اسم مقبول.
أ- الكذب:
وهو من أهم المسائل المعتمدة لدى اليهود والشيعة؛ لذلك يستغلون هذه الوسيلة بكثرة، وخاصة هذه الأيام من خلال وسائل الإعلام، ولقد أدخل الشيعة هذه الوسيلة تحت اسم التقية وفرغوا التقية من مدلولها الصحيح واستغلوها أبشع استغلال، والأنكى من ذلك كله أن أكثر ما يستعمل هذا الأمر من أهل الروافض في وجه أهل السنة لذلك قالوا: [[ التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له ]].
ب- المال:
إذا كان اليهود قد وجدوا طرق الحصول على المال الحرام من خلال الربا، وتجارة المحرمات والممنوعات، وتجارة الرقيق فلم يكن حال الشيعة أبعد من ذلك فقد وجدوا الطريقة للحصول على المال من اتباعهم بما يسمى الخمس ففرضوا الخمس، وأعطوه لفقهائهم؛ لينفقوه بمعرفتهم، وهم يرون جواز أخذ مال الناصب أينما وجد مع إخراج خمسه.
إن الخمس الذي ينادي به الإثنا عشرية لم يكن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن المقطوع به أن أبا الأئمة علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يأخذه ولم يفرضه، لكن الكليني وأمثاله تبعاً لابن سبأ بذلوا ما استطاعوا من جهد لإبعاد الرافضة عن المنهج الإسلامي، وإذا أردت أن تفهم ما يحدث في العراق من قتل وسلب فما عليك إلا أن تسمع ما روى الشيعة عن الإمام الصادق قال: [[ خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس ]] فهم عصابة تغير وتسرق، ثم تتقاسم الأموال، ولهم أجر على ذلك بزعمهم، ولم يكتفِ روافض العراق بذلك بل أجازوا تجارة الحشيش كما فعل رئيس عصابتهم مقتدى الصدر عليه من الله ما يستحق نقلاً عن مهديهم.
جـ- النساء:
لقد استعمل اليهود النساء كثيراً، وكم اشتروا رؤوساً وبلاداً وأوطاناً من خلال النساء، ولم يشذ الشيعة عن هذا الأمر كثيراً فأدخلوا هذا الأمر تحت مسمى زواج المتعة، وتوسعوا فيه وتفلتوا؛ حتى أنه لم يفرق الناس بين الزواج والزنا لما فيه من البلايا والرزايا والفجور، وقد أجازوا المتعة الدورية، وأجازوا إعارة فرج النساء، وأجازوا وقف فرج الأمة وغير ذلك من البلايا .
كما ذكرت لقد اعتمد الشيعة على ثلاثة أمور لتسويغ فرقتهم، والدعوة إليها، ونشرها بين الناس، ولكنه بمكر ابن سبأ وجدوا أنه لا بد من تغليف هذه الدعوة بأمر يجمع عليه المسلمون فوجدوه بحب آل البيت.
فكل المسلمين يحبون آل البيت، بل ويتقربون إلى الله بحبهم ومودتهم، ولكن ليس على حساب العقيدة الصحيحة، وأركان الإسلام ومقاصده، فأهل البيت عندنا بشر غير معصومين، أما عند من أوجد هذه البذرة الفاسدة فلهم صفات الأنبياء بل وصفات رب الأنبياء أحياناً.
وبعد هذا الأمر وتفصيله ما الهدف من كل هذا الأمر الذي خطط له اليهود كل هذه السنين؟
إن الهدف واضح جلي لكل مسلم له عقيدة سليمة إن الهدف هو هدم الإسلام، وعقائد الإسلام، ودين الإسلام، ولا يكون ذلك إلا بالطرق التالية:
1- لما كان الإسلام نقل إلينا من خلال أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الأطهار الأبرار قام الروافض بتخطيط من اليهود بتكفير وسب ولعن هذا الجيل الذي نشر الإسلام، وإذا كان أصحاب الرسول هذا حالهم فلا يجوز أخذ الإسلام من الكفار المرتدين.
2- إدخال بذور الحقد والشر والكراهية لأهل السنة والجماعة بالتذكير والتهويل والتباكي لما حدث لسيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي رضي الله عنهما مع أنهم هم الذين خذلوه وغدروا به قتلاً.
3- نشر عقائد هذه الفرقة في جميع البلاد، من خلال رفع أسهم قادة المذهب الشيعي كما يفعلون في لبنان من خلال حزب الله ورئيس إيران ومرشدها وتصويرهم على أنهم أعداء لليهود والنصارى -الشيطان الأكبر- مع أنهم – الشيعة- قد مكنوا للنصارى واليهود في بلاد المسلمين، فالأكثرية من جيش لحد من الشيعة، وأكثر الداخلين على الدبابات الأمريكية إلى العراق من الشيعة، وأقرب المقربين لإيران هم النصيرون فلا عجب. وللحديث بقية.
عقيدة الرافضة.. تحت المجهر
محمد مرتضى سليمان النيجري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))[آل عمران:102].
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ))[النساء:1].
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ))[الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فهذا بحث مختصر متواضع، بحثت فيه خمسة من عقائد الرافضة، سالكاً فيه منهج من يذكر خلاصة عقيدتهم في المسألة، ثم توثيق ذلك من كلام أئمتهم في كتبهم التي يعتمدونها؛ وذلك لأن المعول والأساس في معرفة قول أي طائفة: هو الرجوع إلى المراجع الأصلية والمصادر المعتمدة عندهم.
والمسلم فطن كيس، ليس بساذج ولا سفيه، فهو لا يسلم لكل ما يلقى على مسامعه بدون تمحيص أو دراية؛ قال علي رضي الله عنه: [[ لا تنظر إلى من قال ولكن ما قال ]].
وقد استعنت في كتابة هذا البحث بعد الله تعالى بثلاثة كتب: وهي "حتى لا ننخدع" لعبد الله الموصلي، و"انتصار الحق" لمجدي محمد بن علي، و"حوار هادئ" لعبد الله بن عبد الرحمن الراشد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
عقيدة الرافضة في القرآن:
يعتقد الرافضة أن أول من جمع القرآن وجعله بين دفتين كتاباً هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وورثه من بعده أبناؤه المعصومون، إمام بعد إمام، وسوف يظهره مهديهم المنتظر (محمد بن الحسن العسكري)؛ ثم جمعه عثمان رضي الله عنه في زمن خلافته، وهو الموجود اليوم في أيدينا.
ويعتقدون أن هذا الأخير قد حصل فيه التحريف والتغيير، ووقع فيه الزيادة والنقصان، وعبثت فيه أيدي الصحابة الظالمين على حد قولهم.
وهذا المعتقد من ضروريات مذهبهم، ووردت به الأخبار المتواترة في الكتب المعتمدة عندهم، وعلى رأسها أصول الكافي للكليني وهو أقدم كتبهم وأحسنها وأتقنها وأعظمها وأصحها بشهادة علمائهم، وهو بمثابة صحيح البخاري عندنا.
بل وقد ألف الميرزا حسين بن محمد النوري الطبرسي، أحد علمائهم، كتاباً جمع فيه مئات الروايات من أوثق الكتب عندهم، والتي تنص على تحريف القرآن، وسمى هذا الكتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)
وقراءتهم لهذا القرآن الموجود المحرف -على حد زعمهم- إنما هو لأمر الأئمة لهم بذلك.
توثيق ما سبق من مؤلفاتهم:
روى الكليني في أصول الكافي (2/ 634)، وأورد الرواية علامتهم محمد باقر المجلسي في "مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول" (12/525-526) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[ إن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية ]]([1]).
والمعروف أن القرآن الذي بين أيدينا ستة آلاف ومائتان وست وثلاثون آية، يعني: أن الثلثين من القرآن سقط على حسب زعمهم.
وعلق المجلسي على هذه الرواية بعد إيرادها بقوله: (... فالخبر صحيح، ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره، وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا تقصر عن أخبار الإمامة فكيف بثبوتها بالخبر)([2]).
وجاء أيضاً في أصول الكافي للكليني، في كتاب الحجة (1/295) عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[ إن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، وما يدريك ما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: قلت: وما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: مصحف فاطمة فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد. قال: قلت: هذا والله العلم ]]([3]).
وقال أبو الحسن العاملي في"مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار" (ص:36) دار التفسير: (إن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى، ما جمعه علي عليه السلام، وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلام وهكذا إلى أن وصل إلى القائم عليه السلام –المهدي- وهو اليوم عنده صلوات الله عليه)([4]).
وقال كامل سليمان في "يوم الخلاص" (ص:373) عن المصحف الذي سيأتي به المهدي : [[ أخرجه علي إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم فقد جمعته من اللوحين –أي: من الدفتين اللتين تضمانه من أوله إلى آخره- فقالوا: هو ذا، عندنا مصحف جامع فيه القرآن، لا حاجة لنا فيه، فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرءوه ]]([5]).
وقال شيخهم وحجتهم آية الله ميرزا حسن الحائري في كتابه "الدين بين السائل والمجيب" (ص:89) جواباً عن سؤال: (نعم إن القرآن نزل من عند الله تبارك وتعالى على رسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم في 23 سنة، يعني: من أول بعثته إلى يوم وفاته، فأول من جمعه وجعله بين دفتين كتاباً هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وورث هذا القرآن إمام بعد إمام من أبنائه المعصومين عليهم السلام، وسوف يظهره الإمام المنتظر المهدي إذا ظهر عجل الله فرجه وسهل مخرجه، ثم جمعه عثمان في زمان خلافته، وهذا هو الذي جمعه من صدور الأصحاب أو مما كتبوا الذي بين أيدينا)([6]).
وقال شيخهم محمد بن محمد النعمان الملقب بالمفيد في كتابه "أوائل المقالات" (ص:45): (إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم باختلاف القرآن، وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الزيادة والنقصان)([7]).
وقال أبو الحسن العاملي النباطي الفتوني في مقدمة تفسيره "مرآة الأنوار" (ص:36): (اعلم أن الحق الذي لامحيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي بين أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلام وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلام، وهكذا حتى انتهى إلى القائم عليه السلام وهو اليوم عنده صلوات الله عليه)([8]).
وقال العاملي أيضاً في المرجع السابق (ص:49): (اعلم أن الذي يظهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن؛ لأنه روى روايات كثيرة في هذا المعنى في كتابه الكافي الذي صرح في أوله بأنه كان يثق فيما رواه فيه، ولم يتعرض لقدح فيها، ولا ذكر معارض لها، وكذلك شيخه علي بن إبراهيم القمي فإن تفسيره مملوء منه وله غلو فيه، قال رضي الله عنه في تفسيره: أما ما كان من القرآن خلاف ما أنزل الله فهو قوله تعالى: (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ))[آل عمران:110] فإن الصادق عليه السلام، قال لقارئ هذه الآية: [[ خير أمة تقتلون علياً والحسين بن علي عليهما السلام، فقيل له: فكيف نزلت؟ فقال: إنما نزلت (خير أئمة أخرجت للناس) ألا ترى مدح الله لهم في آخر الآية (( تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ))[آل عمران:110] ]] ثم ذكر رحمه الله آيات عديدة من هذا القبيل، ثم قال: أما ما هو محذوف عنه فهو قوله تعالى (لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي) قال: كذا نزلت: أنزله الله بعلمه والملائكة يشهدون. ثم ذكر آيات من هذا القبيل... ووافق القمي والكليني جماعة من أصحابنا المفسرين كالعياشي والنعماني وفرات الكوفي وغيرهم، وهو مذهب أكثر محققي محدثي المتأخرين، وقول الشيخ الأجل أحمد بن أبي طالب الطبرسي...."([9]).
(جزء الاول ....يتبع )