منتديات نهر الكوثر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نهر الكوثر



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لما تراءى لي حزنه

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
خديجة جيلالي
عضو مميز
عضو مميز
خديجة جيلالي


انثى
عدد الرسائل : 281
المزاج : متقلب
الاوسمة : لما تراءى لي حزنه 1_1193940536
نسبة المشاركة : لما تراءى لي حزنه 11110
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

لما تراءى لي حزنه Empty
مُساهمةموضوع: لما تراءى لي حزنه   لما تراءى لي حزنه I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 01, 2008 5:55 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لما تراءى لي حزنه


عدت من عملي كعادتي متعبة، أجرّ قدميّ اللتين أثقلتهما زحمة الحافلات وصراعها، أتذكر في طريقي ما مرّ عليّ من يومي، فأبتسم مرّة وأغضب أخرى، وبين هذه وتلك يقطع حبل ذكرياتي صراخ طفل أو مزمار سيارة، لأعود بعدها وأنظر إلى خطواتي البطيئة مثلها مثل خطوات الأيام السابقة.

إلا أن هناك شيء مختلف اليوم، فعلى غير العادة الهواء اليوم معطر بعطر جميل...
- من أين يا ترى، فأنا لم أشتم مثل هذا العطر من قبل...
زادت سرعة خطواتي ، لعلي أقترب من مصدره ، فكلما أسرعت كلما زادت الرائحة قوة وجمالا .... يا إلهي ، سأصل إلى البيت وأنا لم أعرف بعد ما سرّ هذا العطر.....
وأخيـــــرا أنا أمام الباب، ولكن... يا للسعادة، العطر يفوح من منزلنا، وليس هذا فحسب بل البيت كله مضاء، من أين أيضا يأتي هذا الضوء يا ترى.
- ولكن ماذا أفعل أمام الباب! يجب أن أدخل لأعرف كل شيء..
دخلت، ورأيت.... نور يملأ كل أرجاء البيت، انتابتني سعادة عارمة، فبيتنا اليوم أجمل من كل بيوت حيّنا رغم بساطته. أسرعت وألقيت نظرة..
- من هذا الذي عندنا يا إلهي، لا أصدق إنه هو! صاحب النور والرائحة، نعم إنه .... "الشهيد"، يزور بيتنا!
لم تحملني قدماي المتعبتان من الفرح، فجلست من دون أن يراني أحد وبقيت أتأمل من بعيد وجه ذلك الشهيد ودقات قلبي تزداد كلما أبصرت النور الذي حوله. ولكن للحظة.... توقف كل شيء..
- ماذا أرى؟ ولكن ماذا أرى!! لم هذه الدموع ولم هذا الحزن الذي يبدو على وجهه؟ لماذا وهو الذي قد نال الشهادة ونال معها الجنة والخلود، أمعقول أن يبكي ويحزن! ....
وفجأة ....توقف قلبي عن الخفقان وزالت السعادة وغادر الفرح وحل محلهما خوف شديد وقلق، فسكتت عن مخاطبة نفسي لأسمع، فلربما زال هذا الخوف والقلق، ويا ليتني ما سكتت وما سمعت، فبلهجة حادّة تكلم أخيرا..
- أهكذا، أهكذا حفظتم العهد بعدنا، أهذا ما فعلتموه بإرث تركناه لكم أمانة بعد أن دفعنا لأجله أرواحنا، ماذا فعلتم!! لماذا بعتم كل شيء وبثمن زهيد أيضا، لماذا قبلتم أن تعيشوا مذلولين، لماذا تخليتم عن كرامتكم، ما الذي أصابكم، أما أردتم أن تلحقوا بنا، أما عشقتم أن تدافعوا عن دينكم وأرضكم وعرضكم مثلنا، لماذا تظلمون أنفسكم وترفضون أن تكونوا معنا، لماذا!؟..
- يا إلهي... ماذا أرى وأسمع، ألهذا الحد وصل جُرمنا، ألهذه الدرجة بلغت سفالتنا. حتى أنت يا شهيد ظلمناك معنا ولم ندعك تهنأ، حملناك همنا وأنت الذي لم تُرد لنا إلا العيش بكرامة ....لا، لقد تعدينا كل الحدود، وتجاوزنا كل المعقول، لقد فاحت منا رائحة الذل والمهانة، إلى متى..؟
وانتابني غضب شديد وألم مميت، وما لبثت حتى استيقظت وصرخت بأعلى صوتي،.. غير معقول، لن نصمت، لاااااا لن... فاجتمعت كل العائلة حولي وأنا أصرخ، حاولوا تهدئتي ولكن أنّى لهم أن يطفئوا البركان الخامد الذي انفجر فجأة في صدري
- دعــوني أخرج وأنادي بأعلى صوتي، أفيقوا.. ماذا أصابكم يا أمة محمد أين أنتم يا أمة الإسلام، الشهيد حزين لأجلكم يتألم ويبكي، وأنتم نائمون!! استفيقوا هبوا لنصرة دينكم هبوا لنيل الشهادة، فما بقي إلا القليل..
تجمع الناس حولي وكل علامات الاستغراب مرسومة على وجوههم، يسمعون كلمات ألهبت صدري يشاهدون سخطي، حتى سقطت منهارة أمام الجميع، ماعدت أستطيع الكلام من هول ما أصابني، ما عدت أستطيع غير رؤية نظراتهم تلفني من كل جهة، نظرات كلها حزن واستياء، فهدأ غضبي قليلا لرؤية ذلك، وقلت في نفسي الحمد لله، وجدت أخيرا آذانا صاغية، فكلامي لم يذهب سدى. ها أنا أراهم يلتفون ويتحدثون بجدية، أكيد أنهم يتفقون على كلمة واحدة، نعم فصورة ذلك الشهيد ستؤثر فيهم لا محالة.
وفجأة، عمّ الهدوء وسكت الجميع واقترب أكبرهم من والدي ومد يده إليه، فإذا بها تحمل شيئا..
نقود!! لم النقود؟
ابتسم وقال نأسف لأننا لم نعلم بحالها من قبل وإلا لكنا ساعدناك منذ زمن، على كل حال هذا كل ما يمكننا أن نقدمه لكم، وسندعو لها بالشفاء.
وتفرق الجمع وانتهى كل شيء، وقفت وقدماي لا تحملانني طأطأت رأسي وعدت إلى غرفتي أمام دهشة واستغراب عائلتي التي لم تتجرأ على معرفة الذي أصابني، جلست في سريري وحينها فقط أدركت أنني وحدي من رآه، فأغمضت عينيّ وإذا بصورته تزورني ثانية لكن هذه المرّة أنا التي بكيت وحزنت وأنا أقول له
- آســـــفة....... لا ضمير لمن تنادي
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عصام الدين
عضو مميز
عضو مميز
عصام الدين


ذكر
عدد الرسائل : 326
العمر : 45
العمل/الترفيه : العب بلياردو
نسبة المشاركة : لما تراءى لي حزنه 11110
تاريخ التسجيل : 25/05/2008

لما تراءى لي حزنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: لما تراءى لي حزنه   لما تراءى لي حزنه I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 01, 2008 7:45 pm

بيني وبينك لو احي كل شهيد من جديد لينضرو من اجل مادا ضحو بحياتهم صدقيني سيندمون

الله يرحم شهدائنا الابرار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ia331324.us.archive.org/3/items/mapaf17/laila09.mp3
اسية
Admin
Admin
اسية


انثى
عدد الرسائل : 244
العمر : 39
العمل/الترفيه : قراءة
المزاج : الحمد والشكر لله
نسبة المشاركة : لما تراءى لي حزنه 11110
تاريخ التسجيل : 21/05/2008

لما تراءى لي حزنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: لما تراءى لي حزنه   لما تراءى لي حزنه I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 23, 2008 4:35 pm

اسفة لاظمير لمن تنادي.........


غاليتى طرح جد متميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لما تراءى لي حزنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نهر الكوثر :: منتدى القصص وروايات-
انتقل الى: