أشكرك على طرح هذا الموضوع الهام واسمح لي بإبداء وجهة نظري الشخصية
في البداية أقول بان كلمة حماة قد أُسيء فهمها في معظم المجتمعات ونسمع عنها الكثير من القصص التي تشوه مكانتها في الأسرة ، فهناك نظرة خاطئة في كثير من الأحيان مبنية على سوء الظن بالحماة مما يجعل الطرفان يتوجسان من بعضهما البعض فتكون العلاقة أساسها التوتر والكراهية أحيانا
هل علاقة هذين الطرفين ببعضهما علاقة نزاع وشقاق أم علاقة حبّ وتفاهم؟
قد تكون علاقة حب وتفاهم أو العكس وهذا يعتمد على شخصية الطرفين ، فربما تكون الحماة نعمة أو تكون نقمة في حياة الزوجة فإن كانت شخصية الحماة شخصية متسلطة تريد أن تكون الآمر الناهي وتحب أن تسيطر على ابنها سيطرة كاملة فسيؤدي ذلك إلى حدوث خلاف بين الابن وزوجته التي قد تنظر لزوجها منظر الابن المطيع لوالدته والذي لا يرفض لها طلباً مما سيثير ضيقها منه وأنه بلا شخصية ، وقد تكون علاقة حب وتفاهم إن أدركت الزوجة كيف تتعامل مع الحماة وتتصرف معها بأسلوب ذكي فإنها ستكسب حبها واحترامها والحماة كذلك إن اعتبرت زوجة ابنها كابنتها وعاملتها بود واحترام فلن يكون هناك مكان للخلاف إلا نادراً ، وللزوج أيضاً دور في توطيد العلاقة بين الطرفين
وما أسباب توتر هذه العلاقة؟
اعتقد أن هناك عدة أسباب أولها الغيرة فقد تغار والدة الزوج وتشعر أن زوجة ابنها قد شاركتها في ملكيته وانتزعت منها اختصاصها في السيطرة عليه فيحدث تنافس بينها وبين زوجة الابن خاصة إن كان هذا الابن هو راعي الأسرة أو المسؤول عنها مادياً وتشعر بهذا بأنها فقدته ، أو قد يكون العكس فربما يقوم الزوج دوماً بالمقارنة بين زوجته وبين والدته من حيث إعداد الطعام والترتيب والنظام في المنزل فتشعر الزوجة بالغيرة والاستياء من الزوج ، ولكن الحماة الناضجة السوية المتزنة عقلياً ونفسياً تستطيع أن تسمو بمشاعرها وتحولها إلى مشاعر ايجابية مع زوجة الابن والعكس صحيح
ان العلاقه بين الحماة و الكنه هي من العقد المزمنه على مدى التاريخ
الانساني و لولا ذلك لما اكتسبت الكثير من الاقوال الشائعه و النكات
و لما وردت في الامثال و لكن ذلك لا يعني استحاله التعايش الودي
بين المرأتين و كل المطلوب منهما هو السعي لتحديد مناطق
النفوذ و الصلاحيات و مناقشه كل تلك الامور العالقه بروح يسودها
التفاهم اما العبء الاكبر في تحقيق ذلك فيقع على عاتق الزوجه ...
فأذا اعتبرت الزوجه ان حماتها اماً ثانيه لها و تقربت منها بكل حب و موده
و جعلت الحوار وسيله للتقرب منها فستكون العلاقه بينهما حب و تفاهم ..
و كذلك يجب على الحماة ان تعبتر زوجه ابنها كأبنتها و تعاملها بيسر و رفق
فهذا التعايش السلمي سيحقق التفاهم و الموده بينهما ...